Dr.MaEn رئيس المنتدى
عدد المساهمات : 101 النقاط : 22159 تاريخ التسجيل : 07/12/2012 العمر : 26
| موضوع: رسالة عمان الجمعة ديسمبر 07, 2012 7:49 pm | |
| رسالة عمان 9 تشرين الثاني 2004
الرؤية
ولدت رسالة عمان في ليلة مباركة عندما أحيا جلالة الملك عبدالله الثاني في التاسع من تشرين الثاني 2004 ليلة القدر المباركة في مسجد الهاشميين، واستمع جلالة الملك إلى رسالة عمان التي قرأت على مسامعه قبل إعلان الأردن عزمه عقد المؤتمر الإسلامي الدولي في عمان عام 2005.
"ان العالم يشهد في هذه المرحلة وبخاصة عالمنا العربي والإسلامي اعتداءات اثمة من قبل المتطرفين والإرهابيين وبخاصة أولئك الذين يتسترون برداء الدين الإسلامي ويسعون لتشويه صورة الإسلام ونشر الخراب والدمار في أنحاء العالم ولهذا فإننا نؤكد ان المدرسة هي الركن الأساس في التوعية بجوهر وحقيقة ديننا الإسلامي العظيم الذي قدم للبشرية انصع صور العدل والاعتدال والتسامح وقبول الأخر ورفض الانغلاق والتعصب ولم تكن مدارس الإسلام على مدى التاريخ الا منارات علم رفدت العالم بخيرة الخيرة من علماء ومفكرين كانوا روادا في مسيرة نهضة المجتمع الإنساني.
وانطلاقا من مفهومنا للإسلام دين الحق والعدل والمساواة فقد أطلقنا في العام الماضي رسالة عمان للتأكيد على رسالة الإسلام الحقيقية وإبراز صورته المشرقة القائمة على مبادئ التسامح والاعتدال والتعايش والانفتاح والحوار ونبذ العنف والإرهاب والتصدي للادعاءات وللتعاليم الزائفة للمتطرفين". رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى طلبة المدارس بمناسبة العام الدراسي 20 آب 2005.
تعريف
الرسالة وليدة فكرة هاشمية تجمعت أركانها ليتبنى الأردن خلالها الكثير من المؤتمرات والندوات وكذلك المبادرات الهادفة إلى صياغة موقف إسلامي عقلاني بحثي فقهي سياسي يعرض على الأمم والشعوب كلها، وإسلام ما يزال يشكل في اعتداله وتسامحه ورقيه ثقلا حفظ ويحفظ الحياة الإنسانية من صدامات وانحرافات خطيرة.
وصدرت الرسالة عن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي خاض بنفسه تجربة التحدث إلى المجتمعات الغربية وبلغتها الواضحة، ولمس مثلما لمس الكثيرون الأثر الطيب الذي تركته خطاباته التي تعتبر نموذجا في المعاصرة والصدق والصراحة لدى الأوساط الغربية.
هذه الأوساط الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية رفيعة المستوى، أظهرت انبهارها بالأفكار التي عبر عنها جلالته وهو يصحح الصورة ويحذر من الوقوع في التزييف والتشويه الذي يستهدف تدمير جسور العلاقة بين الشعوب وتضر بالعلاقات الدولية ضررا بالغا لما تبثه من ريبة وضغينة وشكوك لا يستفيد منها سوى أعداء السلام والأمن والازدهار، وغيرهم ممن يجنحون نحو التطرف والتعصب والإرهاب.
الرسالة أكدت على ان الأردن قد تبنى نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.
وجاءت رسالة عمان في وقت أحوج ما تكون الأمة الإسلامية لمن يصارحها بما نهضت إليه عبر تاريخها من إنجازات وما تضمنته حضارتها من منجزات وما حل بها منذ قعودها عن الفعل والحركة من محن وابتلاءات، لتحمل وفق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني على عاتقها أمانة الدفاع عن قيم الدين الحنيف ومبادئه وأخلاق الأمة التي تدين به لفك الحصار عن عقلها والخروج من العزلة التي اختارتها والعودة إلى مقاصد شريعتها التي انتدبت من بين الأمم.
وأرادت رسالة عمان أن توحد رؤية العالم الإسلامي وتجمعه على خطاب واضح المعالم محدد الأطر، لا يسمح بترك المفاهيم العامة لتتحول إلى مساحات رمادية يلعب فيها ويعبث بها منتسبون ضعفاء العقل والضمير عابثون بمصير الأمة لا يقيمون وزنا لشرعة الله وسنة النبي، يلتقون في نهاية المطاف بالقوى التي دأبت منذ عقود على محاولة عزل الأمة الإسلامية عن المجتمع البشري والحضارة الإنسانية المعاصرة ليس حماية لها.
والإسلام العظيم حسب ما شددت عليه الرسالة يدعوا إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في رقيه وتقدمه متعاوناً مع كل قوى الخير والتعقل ومحبي العدل عند الشعوب كافة أبرازا أمينا لحقيقته وتعبيرا صادقا عن سلامة الإيمان والعقيدة بدعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى.
اما العلماء فدعتهم الرسالة الى الإسهام في تفعيل مسيرة وتحقيق أولوية بأن يكون المسلمين هم القدوة والمثل في الدين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير يقدمون للأمة دينها السمح الميسر وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها ويبثون بين أفراد الأمة وفي أرجاء العالم الخير والسلامة والمحبة.
والإسلام كما أكدت الرسالة، دين أخلاقي الغايات والوسائل يسعى لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة والدفاع عنه لا يكون الا بوسائل أخلاقية فالغاية لا تبرر الوسيلة في هذا الدين والأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي السلم .. فلا قتال حيث لا عدوان وإنما المودة والعدل والإحسان.
وتمت ترجمة رسالة عمان إلى العديد من اللغات ليصار إلى توزيعها بشتى أنحاء العالم لتتمكن الشعوب من الإطلاع على حقيقة الإسلام وانه دين الخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير.
| |
|